مع ارتفاع أسعار البنزين، باتت سيارات الديزل الخيار الأفضل لدى أوساط واسعة من الأمريكيين في أقوى عودة لهذا النوع من العربات منذ ربع قرن، لكن مع فارق مهم وهو أنها لا تصدر نفس الروائح والأصوات المزعجة.
وفي بدايات عقد الثمانينات من القرن الماضي، كان نحو 80 بالمائة من سيارات المرسيدس بنز التي تمّ بيعها داخل الولايات المتحدة تعمل بالديزل، فيما كانت جنرال موتورز تبيع طرازات تعمل بنفس النظام من فئة كاديلاك.
والسبب في ذلك واضح حيث أنّ سعر البنزين بلغ 3.15 دولاراً للغالون.
ويعرف عن محركات الديزل أنها تصدر ضجيجاً وتلوث البيئة، فضلاً عن بطئها، لكنها تستهلك كميات أقلّ بكثير من البقية.
ومع هبوط أسعار البنزين والتشدد الحكومي إزاء قوانين البيئة، هجر الناس هذا النظام قبل أن تتوفر نفس الظروف مجدداً في السنتين الأخيرتين، مضافاً إليها تكنولوجيا فريدة من نوعها قلّصت الفوارق.
واليوم تمثّل نصف السيارات التي تعمل بالديزل نصف حجم المبيعات في أوروبا، فيما لا تمثل نسبتها في السوق الأمريكية سوى 3.5 بالمائة، وأغلبها سيارات شحن خفيفة.
ونجح المصممون في توفير محركات تعمل بالديزل لكنها أسرع ولا تلوث البيئة بنفس ما عرف عنها.
واليوم بات بإمكان المحركات التي تعمل بالديزل أن تصبح أكثر فعالية من الأخرى، بفضل نظام الاحتراق الذي يتمّ داخل الاسطوانات، وهو ما يقلل من التلوث ويزيد من قوة الأداء أيضاً.
ويقول الخبراء إنّ محركات الديزل الحديثة، بحساب كلّ ميل بميل، تبدو مماثلة تقريباً لبقية المحركات العادية فيما يتعلق بنسبة التلوث، حيث أنّ تقنيتها الحديثة تجعل منها في غير حاجة إلى إحراق كمية كبيرة من الوقود، بما يجعلها تنفث كميات قليلة من غاز ثاني أكسيد الكربون مقارنة بالمحركات المنافسة.
ولأن "تنظيف" انبعاثات الغاز تبدو مكلفة مالياً، فقد اختارت الشركات أولاً أن تركز على السيارات الرياضية ذات الحجم المتوسط، لأن معايير انبعاث الغازات منها تبدو أيسر.
وستبدأ "مرسيدس بنز" قريباً في بيع طرازات "إم كلاس" و"أر كلاس" و"جي إل كلاس" الرياضية، بمحركات ديزل في الولايات المتحدة، بعد أن كانت قد بدأت فعلاً في بيع طراز "أي 320" بمحرك ديزل.
كما أنّ "فولكسفاغن" بدأت هي الأخرى في بيع طراز "طوارق" ذي الاسطوانات الشعر داخل الولايات المتحدة، وتحديداً في الولايات التي تلائم قوانين البيئة لديها مثل هذه المحركات.
وحتى 2006 كانت فولكسفاغن تبيع عدة طرازات مثل "غولف" و"جيتا" و"نيو بيتل"، غير أنّ تلك السيارات لم تكن بمثل "نظافة" شقيقاتها لهذا العام.
وستعود جيتا هذا العام بطراز أكثر نظافة يعمل بمحرك ديزل ويتلاءم مع قوانين البيئة في 50 ولاية أمريكية.
أما شركة "بي إم دبليو" فإنها تخطط لبيع طرازات بمحركات توربو ديزل سعة 3.0 لتراً بنهاية 2008 وفي 50 ولاية، حيث تعد الشركة بأنّ "لاشيء سيتغير فيما يتعلق بقوة الأداء والسرعة، حيث ستكون السيارة بي أم دبليو هي نفسها."
ومن الطرازات الأخرى التي سيتم تسويقها بمحرك ديزل طراز "كيو7" من "أودي"، و"ماكسيما" من "نيسان"، وسيارة جديدة من "هوندا."
أما "هيونداي" الكورية فوعدت بتوفير سيارات تعمل بالديزل بحلول 2010 على أقصى تقدير، لاسيما بالنسبة إلى طراز "فيراكروز" الجديد
[img][/img]